في مخيلتنا الجماعية، ترتبط كلمة ضريبة بصورة تعذيب لورقة الراتب، إذ ندرك أننا مقبلون على عملية قطع لرأس المال الفعلي، ودوماً يلاحقنا السؤال: ماذا نتلقى مقابل هذا الدفع، وهذا التعذيب بأن يطير أقل من نصف معاشنا؟ الجواب: إنها الحوافز المقدمة من الدولة، سواء طبابة أو أشغال عامة وتعليم.
يُعدّ نظام الضرائب جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في كندا. يتم تطبيق الضرائب في البلاد على ثلاثة مستويات: الفيدرالي، الإقليمي (مقاطعات أو أقاليم)، والبلدي. يتفاوت مستوى الضرائب حسب المقاطعة، حيث تكون بعض المقاطعات مثل ألبرتا، ذات ضرائب أقل مقارنةً بمقاطعات مثل كيبيك، التي تفرض ضرائب أعلى نسبياً.
الضرائب الكندية تشمل مجموعة متنوعة من المصادر، مثل ضريبة الدخل، ضريبة المبيعات، والضرائب على الشركات. بالنسبة لضريبة الدخل، فهي تُقتطع بشكل مباشر من الرواتب، وتزداد حسب الفئة الضريبية التي ينتمي إليها الفرد. يعتمد النظام الضريبي في كندا على مبدأ التصاعد، حيث يدفع الأفراد نسبة مئوية أعلى كلما زادت دخولهم. هذا النظام يُعتبر وسيلة لضمان توزيع عادل للأعباء المالية بين المواطنين.
أما ضريبة المبيعات، فهي تُفرض على معظم السلع والخدمات التي يتم شراؤها في كندا، باستثناء بعض الضروريات مثل الطعام الأساسي. تختلف نسبة ضريبة المبيعات بين المقاطعات، فبعضها مثل بريتش كولومبيا تطبق ضريبة بنسبة 12%، بينما في مقاطعات أخرى قد تصل إلى 15%.
مع ذلك، الضرائب هي ما يمول العديد من الخدمات العامة التي يستفيد منها المواطنون والمقيمون بشكل مباشر. من خلال الضرائب، يتم تمويل الرعاية الصحية الشاملة، التعليم المدعوم، مشاريع البنية التحتية، والمساعدات الاجتماعية.
على الرغم من أن دفع الضرائب قد يبدو وكأنه استنزاف للموارد الشخصية، إلا أن الفوائد التي تعود على المجتمع تجعل من الضروري تحمل هذا الالتزام. هكذا يكفر البعض، انطلاقاً من مبدأ أن الضرائب هي الأساس الذي يعتمد عليه النظام الكندي لتقديم خدمات لافتة، تعكس فلسفة الحكومة في تحقيق التوازن بين الدعم الحكومي والمشاركة المجتمعية.
ويدرك الكنديون أن الضرائب مرتفعة مقارنة ببعض الدول، أو مقاطعات مثل كيبيك وأونتاريو. يشعر البعض بالضيق من اقتطاع جزء كبير من الدخل، وخاصة إذا كانوا في فئات ضريبية مرتفعة. ومع ذلك، فإن معظم الكنديين يفهمون أن الضرائب ضرورية لضمان استمرارية الامتيازات المدعومة على أشكالها. كما توفر الضرائب تمويلًا للبرامج الاجتماعية التي تساعد الفئات الأقل دخلاً، وتعزز من عدالة النظام الاقتصادي.
بالنسبة للمهاجرين، يمكن أن تشكل الضرائب تحدياً كبيراً، خصوصاً إذا جاؤوا من دول ذات أنظمة ضريبية أقل جدية أو تعقيداً. قد يتفاجأ الكثير من المهاجرين الجدد بكمية الضرائب المفروضة في كندا، بما في ذلك ضريبة الدخل، وضريبة السلع والخدمات، والضرائب البلدية. لكن بمجرد أن يدركوا الفوائد التي تقدمها الدولة مقابل هذه الضرائب، يصبح التعامل مع الضرائب أكثر تقبلاً.
وغالباً ما يحتاج المهاجرون إلى بعض الوقت لفهم تعقيدات النظام الضريبي، خاصة أن كندا تعتمد على نموذج تصاعدي، حيث يدفع الأفراد نسبة أعلى من دخلهم كلما زاد هذا الدخل. يساهم هذا النموذج في تقديم خدمات عامة قوية، لكن يمكن أن يبدو مُربكاً للمهاجرين في البداية.
مع مرور الوقت، يتكيف المهاجرون مع فكرة الضرائب المرتفعة، تحديداً عندما يبدأون في الاستفادة من الخدمات التي توفرها، من خدمات مثل برامج دعم الأطفال، إلى إعانات الإسكان، ونظام التأمين الصحي التي تجعل الضرائب تبدو كاستثمار طويل الأمد، في حياتهم وحياة أسرهم.
في الآتي، نموذج عن كيفية توزيع الضرائب في مقاطعة أونتاريو:
ضريبة المبيعات (HST):
تفرض أونتاريو ضريبة مبيعات مركبة تسمى Harmonized Sales Tax بنسبة 13%.، تتألف HST من 5% كضريبة مبيعات فدرالية (GST) و8% كضريبة مبيعات إقليمية (PST).يتم فرض هذه الضريبة على معظم السلع والخدمات.
ضرائب الممتلكات:
تعتمد ضريبة الممتلكات في أونتاريو على القيمة المقدرة للعقارات. النسبة تختلف بين البلديات، لكنها عادة ما تتراوح بين 0.6% إلى 1.2% من قيمة المنزل المقدرة. في تورنتو، على سبيل المثال، تبلغ النسبة حوالي 0.611% من قيمة العقار.
ضرائب الشركات:
الضرائب المفروضة على أرباح الشركات في أونتاريو تبلغ:
11.5% على الأرباح الخاضعة للضريبة للأعمال العامة.
3.2% على أرباح الشركات الصغيرة

[spbsm-share-buttons]