كتابة: ناتاليا دانسيفا     

على مدار عقدين من الزمن، أصبحت لاعبة كرة القدم النسائية كريستين سينكلير رمزاً للتحول التدريجي، الذي شهدته كرة القدم النسائية في كندا والعالم. وُلدت سينكلير في العام 1983 في مدينة برنابي، بريتيش كولومبيا، وبدأت رحلتها في كرة القدم في سن مبكرة، حيث سرعان ما أظهرت موهبتها الطبيعية وقدرتها على قيادة الفرق.

سينكلير، التي تحطمت على يديها العديد من الأرقام القياسية، لم تكتفِ فقط باللعب على المستوى المحلي أو القاري. مع منتخب كندا، سجلت أكثر من 190 هدفًا دوليًا، مما جعلها اللاعبة الأكثر تسجيلًا للأهداف في تاريخ كرة القدم الدولية، متفوقة على جميع اللاعبين الذكور والإناث. لكن بالنسبة لسينكلير، تركيزها كان دائمًا على تحقيق الانتصارات الجماعية، أكثر من الإنجازات الفردية.

وشهدت مسيرتها مع المنتخب الكندي، التي بدأتها في العام 2000، لحظات من المجد، والإحباط. أبرز إنجازاتها كان الفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية 2021 في طوكيو، بعدما حصلت على البرونزية مرتين في 2012 و2016. تلك الميدالية الذهبية كانت بمثابة تتويج لمسيرة طويلة من التفاني والعمل الجماعي، بعد أن كانت كندا في مركز بعيد عن الأضواء العالمية في بداياتها.

مع ذلك، ما يميز سينكلير ليس فقط مهارتها على أرض الملعب، بل الطريقة التي حافظت بها على مستوى أدائها عبر أكثر من 20 عامًا. لقد كانت دائمًا لاعبة تقدم الهدوء والثبات لفريقها، قادرة على تحقيق اللحظات الحاسمة، عندما يكون الفريق في أمس الحاجة إليها.

الاهتمام الكبير الذي أولته كندا لكرة القدم النسائية، بما في ذلك استضافة كأس العالم 2015، يعود جزئياً لتأثير شخصيات مثل سينكلير. قيادتها للفريق في تلك البطولة جعلت منها قدوة لجيل جديد من اللاعبات اللواتي ينظرن إليها ليس فقط كلاعبة نجحت في تحقيق أهدافها الشخصية، بل كقائدة رفعت مستوى الرياضة بأكملها في كندا.

مع اقتراب نهاية مسيرتها، يبقى السؤال حول تأثيرها المستقبلي على اللعبة النسائية في كندا، سواء كمدربة أو قائدة من خلف الكواليس.