مارغريت أتوود، الكاتبة الكندية البارزة، تُعدّ واحدة من أكثر الأصوات تأثيراً في الأدب المعاصر. المرشحة الدائمة لجائزة “نوبل” وُلدت في العام 1939 في أوتاوا، وترعرعت في بيئة متأثرة بالطبيعة الكندية البرية، حيث قضت جزءاً من طفولتها متنقلة بين المناطق الريفية. هذه التجربة أثرت بعمق على مخيلتها وأصبحت الطبيعة الكندية ركيزة أساسية في العديد من أعمالها.
بدأت أتوود مسيرتها الأدبية في الستينيات، لكن شهرتها الحقيقية ظهرت في السبعينيات مع صدور روايتها “The Edible Woman”(1969) ثم “Surfacing” (1972). . الروايتان استكشفتا قضايا الهوية، النسوية، والبيئة، مما جعلها كاتبة تتناول مواضيع معقدة بطريقة تعكس تعقيدات الواقع.
The Handmaid’s Tale، روايتها الأكثر شهرة، التي صدرت في العام 1985، هي عمل ديستوبي يحذر من مخاطر استغلال السلطة، خصوصاً ضد النساء. الرواية سلطت الضوء على قضايا مثل الاستبداد والسيطرة على الأجساد، وأصبحت محورية في النقاشات حول حقوق المرأة. لكنها أيضاً تجاوزت كونها رواية سياسية، حيث استكشفت أتوود من خلالها العلاقات الشخصية والهويات المتعددة. في السنوات الأخيرة، حظيت الرواية بشعبية متجددة بفضل تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني ذائع الصيت.
رغم ارتباط اسمها بالقضايا النسوية، إلا أن أتوود أكدت أنها لا ترى نفسها كـ”نسوية أيديولوجية” بالمعنى التقليدي. بل تعتبر نفسها كاتبة تطرح أسئلة حول السلطة، الظلم، والطبيعة البشرية. هذا التوجه جعل أعمالها موضوعاً للنقاش بين الأكاديميين والقراء على حد سواء، حيث يرى البعض أن رؤيتها للعالم قد تكون تشاؤمية، بينما يعتبر آخرون أن أعمالها تقدم قراءة نقدية للأنظمة السياسية والاجتماعية.
الانتماء للوطن عنصر لعب دوراً مهماً في تشكيل كتابات أتوود. في كتابها “Survival” (1972)، قدمت تحليلاً للأدب الكندي باعتباره أدباً يركز على النجاة في بيئة قاسية. هذا التصور جعلها واحدة من الشخصيات الرائدة في تحليل الهوية الثقافية الكندية، مؤكدة على ارتباط الأدب بالواقع الجغرافي والتاريخي.
بجانب الروايات، كتبت أتوود الشعر والمقالات النقدية، ولها إسهامات في قضايا سياسية وثقافية مختلفة. بينما يُثني البعض على قدرتها في استشراف المستقبل، يوجه لها البعض النقد لرؤيتها السوداوية للعالم. ومع ذلك، فإن إرثها الأدبي ما يزال قوياً، وأعمالها تظل مرجعاً مهماً لفهم قضايا السلطة، المجتمع، والهويات الفردية.

[spbsm-share-buttons]