loader image
back to top
الرئيسيةأفكارعلم كندا.. من الراية إلى الورقة الشهيرة

علم كندا.. من الراية إلى الورقة الشهيرة
ع

نُشرت في

لا يمكن للمرء ألا يغمره الحنين حين يرى علم بلاده. هذا الحال المغترب. أما المقيم في بلده، فالعلم بالنسبة إليه رمز. لكنه يبقى رمزاً جامداً، لا يحرك المشاعر. إنه أمر بديهي.

أن يجذبك علم الوطن وأنت في الوطن. علاقة غريبة تربطنا بأوطاننا، لكن ألا يمكن أن تكون الأمور نسبية؟ بمعنى أن المواطن الكندي يشعر بالفخر مثلاً حين يرى علم بلده، فيما مواطن في بلد آخر لا يعنيه الأمر؟

ماذا عن تاريخ العلم؟ متى ظهر أول مرة؟ تقول الأسطورة إن أول علم وطني في العالم برز في الدنمارك، وذلك في العام 1219 خلال معركة ليندانيس في إستونيا، عندما “سقط العلم من السماء” أثناء المعركة لتحفيز المقاتلين، استناداً إلى الحكاية التاريخية.

أما العلم الكندي الذي نعرفه اليوم، بورقة القيقب الشهيرة، فإنه لم يكن دائماً جزءاً من تاريخ البلاد، بل هو نتاج عقود من النقاشات والمحاولات، للتعبير عن هوية وطنية تتجاوز إرث الاستعمار البريطاني، والفرنسي. يعود ظهور العلم الحالي إلى 15 كانون الثاني في العالم 1965، وهو يوم تاريخي أصبح يُعرف باسم “يوم العلم الوطني” في كندا.

قبل اعتماد علم ورقة القيقب، كانت كندا تعتمد على “الراية الحمراء البريطانية” كعلم غير رسمي في مناسبات عدة، وهو رمز للاستعمار البريطاني آنذاك. كان هذا العلم يمزج بين العلم البريطاني في ركنه وراية حمراء، وكان بمثابة تعبير عن الولاء للإمبراطورية البريطانية.

مع ذلك، ومع تزايد رغبة الكنديين في الاستقلال الكامل عن بريطانيا والتعبير عن هويتهم الوطنية الخاصة، ظهرت دعوات في منتصف القرن العشرين لاعتماد علم جديد يعبر عن كندا بوصفها دولة مستقلة.

في أوائل الستينيات، تصاعدت النقاشات حول الحاجة إلى علم جديد يعبر عن هوية كندية مميزة. رئيس الوزراء في ذلك الوقت، ليستر بي. بيرسون، كان من بين أقوى المدافعين عن هذا التغيير، حيث أراد علماً يوحد البلاد تحت رمز وطني واحد، خصوصاً في ظل التوترات بين الناطقين بالإنجليزية والفرنسية في البلاد. وعقب نقاشات طويلة امتدت لشهور، تمت دعوة العديد من الفنانين والمصممين لتقديم اقتراحات.

وبعد مراجعات ودراسات، اختارت اللجنة المختصة حينها التصميم الحالي، الذي يضم خلفية حمراء مع ورقة القيقب البيضاء في المنتصف. ورقة القيقب، التي لطالما كانت رمزاً كندياً عريقاً، تعكس الطبيعة الكندية الغنية والتنوع البيئي في البلاد. أما اللون الأحمر فإنه يعبّر عن القوة والتضحية، بينما يعكس اللون الأبيض السلام والوحدة. كانت هذه الرموز متوافقة مع رؤية كندا بوصفها دولة متعددة الثقافات وتحتضن التنوع.

منذ اعتماد العلم في العام 1965، أصبح ورقة القيقب رمزاً يفخر به الكنديون في جميع أنحاء العالم. يتم رفع العلم في كل المؤسسات الحكومية والمدارس، ويستخدم في الاحتفالات الوطنية والرياضية، وحتى في المناسبات الدولية حيث يمثل كندا.

اليوم، لا يُعتبر العلم الكندي مجرد قطعة قماش ترفرف في السماء، بل هو تعبير عن الهوية والانتماء. في كل مرة يُرفع فيها العلم، يتم تذكر التحديات التي واجهتها كندا لتشكيل هويتها الوطنية المستقلة. ورقة القيقب البيضاء تظل رمزاً للاستقرار، الوحدة، والقيم التي يحملها الكنديون، سواء كانوا مهاجرين جدداً أم من أي جيل.

[spbsm-share-buttons]

أحدث المقالات

سكان أصليون.. لا ضيوف

في كندا، يعكس السكان الأصليون الفهم العميق للأرض. رغم التحديات التاريخية والسياسات التي حاولت...

الوظيفة و”فخ الخبرة الكندية”

بعد مرور نحو أسبوع من وصوله إلى كندا، بدأ سامر (29 سنة) رحلة بحثه...

موجز عن الدولار الكندي.. وحسابكم المصرفي 

نحمل العملات الورقية بين أيدينا بخشوع. غالبيتنا هكذا. نعطيها الاهتمام البالغ، ونرمقها بنظرة الراغب....

الجنسية الكندية.. ترحيب وشروط

انتظر أحمد نحو عام ليتمكن من حصوله على أوراق الهجرة إلى كندا. يقول إن...

المزيد

يوم مملّ في رحلة طويلة

كتابة: ناتاليا دانسيفا       في صباح بارد من شتاء كندا، يبدأ علي، المهاجر الجديد من لبنان،...

التاج البريطاني في كندا

رغم مرور عقود على انفصال كندا عن "التاج البريطاني"، إلا أن العلاقة بينهما لا...

التعليم في كندا: دليل للوافدين الجدد

تعبّر أماني (33 سنة) عن استغرابها اللطيف لكيفية تعاطي المعلّمين في المدرسة الكندية مع...