اشتهرت جوني ميتشل اشتهرت في الستينيات كمغنية وكاتبة أغاني، إلا أنها طيلة مسيرتها الفنية، التي امتدت لعقود، كانت دائماً تسعى نحو التجريب، فتختبر حدود الموسيقى، والأدب.
ولدت ميتشل في ألبرتا الكندية في العام 1943، وفي بداية حياتها لم تكن تفكر في أن تصبح موسيقية. كانت أولاً فنانة تشكيلية، قبل أن تتحول إلى الموسيقى، وتظل هذه النظرة الفنية واضحة في عملها حتى اليوم. عند سماع موسيقاها، يمكن أن يشعر المرء بأنها تنظر إلى الأغاني كلوحات، حيث تتداخل فيها الألوان الموسيقية والكلمات المتأملة.
عندما بدأت ميتشل مسيرتها، لم تكن تواكب ما كان سائداَ، فبينما كانت حركة الروك الشعبي تزدهر في نيويورك، جلبت معها صوتاً أكثر هدوءاً وعمقاَ. لم تكن أغانيها صاخبة أو متكلفة، بل كانت مليئة بالتفاصيل العاطفية والصدق. “Blue”، الألبوم الذي صدر في العام 1971، كان تأملا شخصياً في الحب والفقد، بعيداً عن صخب موسيقى الروك التقليدية.
لكن ميتشل لم تتوقف عند “الفولك” أو “البوب”. على عكس زميلاتها وزملائها في ذلك العصر، اختارت أن تستكشف الجاز والأنواع الموسيقية الأخرى، مما أبعدها عن جمهور البوب العريض. ألبوم “Hejira “في العام 1976 كان مثالاً واضحاً على ذلك، حيث ابتعدت عن الألحان الشعبية لتغوص في موسيقى “الجاز” الحر، وهي خطوة أثارت جدلاً بين معجبيها، معيدة تعريف علاقتها بالساحة الموسيقية.
خارج عالم الموسيقى، كان لميتشل تأثير فني آخر من خلال لوحاتها ورسوماتها، التي عرضت جانباً آخر من نظرتها الإبداعية. وحتى موعد رحيلها حافظت الفنانة على الابتعاد عن الصخب والأضواء. رحلت بهدوء لا يشبه الضجيج المحبب الذي كانت سببه.
على مر العقود، تغير جمهور ميتشل كما تغيرت هي. جيل جديد اكتشف أعمالها القديمة وتأثر بما قدمته في مرحلة السبعينيات، لكن الأيقونة بقيت بعيدة عن أي محاولة لاسترضاء الجمهور. في السنوات الأخيرة، نالت العديد من الجوائز، لكنها لم تسع يوماً وراء هذه الأوسمة.

[spbsm-share-buttons]