loader image
back to top
الرئيسيةمنوعاتالتعليم في كندا: دليل للوافدين الجدد

التعليم في كندا: دليل للوافدين الجدد
ا

نُشرت في

تعبّر أماني (33 سنة) عن استغرابها اللطيف لكيفية تعاطي المعلّمين في المدرسة الكندية مع ابنتها. تقول إنها في بلدها الأم كانت تعاني من شكاوى الأساتذة بحق طفلتها، بسبب إفراطها في الحركة. لكن “هنا، تم احتواء الموضوع بشكل علمي، والمعاملة تجاهي وتجاه ابنتي كانت لافتة من الناحية الإنسانية، والمتابعة المحترفة”.
غير أن كمال، الثلاثيني الآتي من الأردن، ينظر إلى الموضوع دينياً، لا علمياً، إذ يقول: “قبل وصولي إلى كندا منذ سنتين، كنت مرعوباً مما نسمعه عن أن اختلاط أولادنا مع تلاميذ من غير دين، من شأنه أن يحرفهم عن الإسلام”. يضيف: “فور وصولنا إلى هنا قمنا بتسجيل أولادنا بالمدرسة، وتبين أن الخصوصية الدينية مُصانة من جانب الإدارة ولا أحد يتدخل بالآخر”.
وسط ذلك، يخضع النظام التعليمي الكندي للعمل على مستوى المقاطعات، ما يعني أن هناك بعض الفروق بين نظام التعليم في أونتاريو عن النظام في كيبيك أو بريتش كولومبيا، لكن هناك قواعد عامة مشتركة يمكن الاعتماد عليها.
عند قدومك إلى كندا كوافد جديد، سيكون من الضروري فهم كيفية تسجيل أطفالك في المدارس، حيث يُعتبر التعليم إلزامياً، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عاماً، في معظم المقاطعات. المدارس العامة في كندا متاحة مجاناً للأطفال المقيمين، وهي توفر تعليماً بجودة عالية، مع وجود بعض الاختلافات في المناهج، تبعاً للمقاطعة.
ويُقسّم النظام المدرسي إلى ثلاث مراحل رئيسية: التعليم الابتدائي، والتعليم الثانوي، والتعليم ما بعد الثانوي. المرحلة الابتدائية تشمل رياض الأطفال، والصفوف من الأول حتى الثامن، بينما التعليم الثانوي يمتد من الصف التاسع حتى الصف الثاني عشر، في معظم المقاطعات. بعد انتهاء التعليم الثانوي، يمكن للطلاب الانتقال إلى التعليم الجامعي أو الكليات التقنية حسب اهتماماتهم.
واحدة من أبرز مميزات التعليم في كندا، هي وجود خيارين رئيسيين للتعليم الجامعي: الجامعات والكليات. الجامعات تركز على التعليم الأكاديمي وتمنح شهادات “البكالوريوس” و”الماجستير” و”الدكتوراه”، بينما الكليات تقدم برامج مهنية وتقنية أقصر مدة، تركز على المهارات العملية. كما أن كندا تستقبل العديد من الطلاب الدوليين، مما يجعل التنوع الثقافي جزءاً أساسياً من البيئة التعليمية.
للوافدين الجدد، هناك تحديات إضافية يجب أخذها في الحسبان، منها اختلاف الأنظمة التعليمية عن تلك الموجودة في البلدان الأم. إذا كنت تبحث عن تعليم باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، فإن كندا توفر المدارس في كلا اللغتين حسب المقاطعة. كيبيك، على سبيل المثال، تعتمد اللغة الفرنسية كلغة التعليم الأساسية، بينما المقاطعات الأخرى تقدم التعليم بالإنجليزية مع وجود مدارس فرنسية أو برامج لغوية.
هناك أيضاً دعم ملحوظ للقادمين الجدد من خلال برامج تعليم اللغة المخصصة للمهاجرين، وهي مجانية في معظم المقاطعات وتساعد على تحسين مهارات اللغة، بما يتناسب مع سوق العمل والمجتمع المحلي. يتم تقديم هذه البرامج من خلال المؤسسات التعليمية أو المنظمات المجتمعية.
بالنسبة لمن يخطط للالتحاق بالجامعة، من المهم التحضير للتقديم من خلال تقييم الشهادات السابقة، والتأكد من استيفاء متطلبات اللغة، إن لم تكن الإنجليزية أو الفرنسية هي اللغة الأم. التعليم في كندا يمثل استثماراً كبيراً للعائلات والطلاب الوافدين، لكن التكيف مع النظام يتطلب وقتاً وجهداً للتأقلم مع الفروق الثقافية واللغوية.

[spbsm-share-buttons]

أحدث المقالات

سكان أصليون.. لا ضيوف

في كندا، يعكس السكان الأصليون الفهم العميق للأرض. رغم التحديات التاريخية والسياسات التي حاولت...

الوظيفة و”فخ الخبرة الكندية”

بعد مرور نحو أسبوع من وصوله إلى كندا، بدأ سامر (29 سنة) رحلة بحثه...

موجز عن الدولار الكندي.. وحسابكم المصرفي 

نحمل العملات الورقية بين أيدينا بخشوع. غالبيتنا هكذا. نعطيها الاهتمام البالغ، ونرمقها بنظرة الراغب....

الجنسية الكندية.. ترحيب وشروط

انتظر أحمد نحو عام ليتمكن من حصوله على أوراق الهجرة إلى كندا. يقول إن...

المزيد

السكن في كندا: بين الشراء و الاستئجار

يجمع الكنديون على معاناتهم من ارتفاع أسعار الشقق أينما كان. فإبراهيم (31 سنة)، على...

القيادة في كندا.. تحدّيات القادمين الجدد

عندما تولى سليم قيادة السيارة في كندا لأول مرة، شعر بالخوف والارتباك. يوضح ذلك...

النفط في كندا: مخاوف رغم الأمان؟

بدأت قصة البترول في كندا بمنتصف القرن التاسع عشر، عندما تم اكتشاف أول بئر...